الوقاية و كيفية التخلص من هذه الظاهرة الغريبة |
هذا المقال هو اجتهاد شخصي و تجارب عملية سهلة و مفيدة و مفعولها مضمون ! ...
نبدأ على بركة الله
الجاثوم أو الكابوس أو زائر الليل أو الخناقة أو الجهامة أو بوبراك ...الخ من التسميات الشائعة في المشرق أو المغرب العربي أو في المعتقدات الغربية ... هو في حقيقة الأمر ظاهرة غامضة يصعب تحديدها أو تفسيرها سواءا علميا او نفسيا او روحيا ! .
التفسير العلمي لهذه الظاهرة التي تسمى بشلل النوم هو تفسير منطقي و صحيح لا ننكره بتاتا لأنه استنتاج مبني على تجارب علمية بأجهزة متطورة و تقريبا لا يوجد شخص على هذه الأرض لم يمر بهذه التجربة مرارا و تكرار و أنا من بينهم ! ... لكن التشخيص العلمي كان ناقصا و أهمل بعض العناصر التي سأذكرها لاحقا .
التفسير النفسي للظاهرة كذلك صحيح لان التعب الجسدي و النفسي و الأرق هم من احد مسببات شلل النوم و الجاثوم ... لكن التشخيص النفسي كذلك ناقص و أهمل بعض العناصر ...
الجاثوم في التراث الشعبي و الديني هو ظاهرة غير طبيعية لها ارتباط وثيق بالعالم الآخر و الماورائيات ! هو كذلك صحيح لكنه هو كذلك أهمل بعض العناصر ...
سوف أقدم شرحا بسيطا لكي لا أطيل عليكم ولذا فضلت عدم الاستدلال بالمقالات العلمية او النفسية و الايات القرآنية لأننا الهدف من موضوعنا ليس تحليل الظاهرة إنما أعطاء بعض الإرشادات للوقاية.
كل من قاموا بتفسير الظاهرة أصابوا لكنهم اخطئوا في أمر واحد ! أنهم فسروا ظاهرتين في ظاهرة واحدة و كل طرف متمسك بتفسيره و ينكر تفسير الطرف الآخر ... كيف ؟
شلل النوم هو ظاهرة تصيب الشخص بسبب النوم في وضعية معينة تؤثر على الأغلب على الدورة الدموية للرأس فيحصل نوع من الاختلاج تمام مثلما يحصل لنا عندما نجلس في وضعية معينة فتصاب إحدى الأرجل أو اليدين بالاختلاج فتصبح مشلولة لبضع لحظات و في بعض الأحيان لا نحس حتى بوجودها و نفس الظاهرة تحصل مع الرأس و الدماغ ! و طبعا التعب و الأرق يؤثر كثيرا على وضعية النوم لان الشخص الذي يكون في حالة طبيعية فأنه دائما يبحث عن الوضعية المثلى للنوم و التي بدونها لا يستطيع النوم ! لكن الشخص المرهق و التعبان غالبا ما ينام بعمق شديد لدرجة النوم حتى في وضعية الوقوف مما يشجع على حدوث ظاهرة الاختلاج و بالتالي لا يمكن إنكار صحة هذا الكلام و القول أن هذا الجاثوم الذي تسببه مخلوقات غير مرئية و أن العلماء لا يفقهون ذلك لأنهم لا يؤمنون بالماورائيات مثلما يدعي المؤمنون بالماورائيات و بالموروث الشعبي ...
لكن الجزئية التي أهملها الأطباء و النفسانيون هي سبب حدوث هذه الظاهرة عندما يكون الإنسان في صحة بدنية و نفسية جيدة و ينام في فراش جيد و في وضعية صحية ممتازة !!! لماذا تحصل هذه الظاهرة ؟ لماذا يشاهد المصابون أشخاصا غرباء و في نفس الوقت يشاهدون الأشخاص الذين ينامون بقربهم و كل شيء في الغرفة موجود في مكانه و التغيير الوحيد هو ذلك الشخص الغريب ؟ .. لماذا في بعض الأحيان يرى المصاب نفس الغرباء في كل مرة يصاب و طيلة سنوات طويلة ؟ لماذا يصاب الشخص بالجاثوم في منازل معينة أو غرف معينة بينما لا تحصل معه هذه الظاهرة في أماكن أخرى ؟ .. لماذا عندما تقوم بالصراخ أو مناداة شخص ما مستلقي بقربك يؤكد لك الأمر عندما تستفيق حيث تسأله لماذا لم يساعدك فيجيبك بأنه بالفعل سمعك تأن و تصدر أصوات غريبة لكنه حسبك ربما تهذي فقط .. بمعنى انك فعلا لم تكن تهذي و لم تكن تحلم ! ...الخ من الكثير من الأسئلة التي لا نجد لها جوابا مقنعا ! .
خلاصة الظاهرة هي كالتالي :
1- شلل النوم الطبيعي الذي يحدث لأسباب عضوية لها علاقة بتدفق الدم في الدماغ و تكون بسبب وضعية سيئة في النوم و غالبا ما يرى المصاب كوابيس و أحلام غير واضحة كأن ترى نفسك مثلا عالقا في حفرة أو أن شخصا ما أو شيئا ثقيلا يدوس على رأسك أو حيوان أو شخص يخنقك ...الخ و لكي تستفيق تحتاج إلى بضع لحظات و يكون الأمر متعبا و مرهقا و هو كما قلت يشبه كثيرا ما يحصل للأعضاء الأخرى عندما تختلج.
2- الجاثوم او الشلل الذي تكون أسبابه غير مفسرة و الاحتمال الأكبر أن يكون بسبب ظواهر خارقة أو مخلوقات غير مرئية و طريقة حدوثه هي نفسها التي تحصل في شلل النوم لكن هذه المرة بطريقة غير طبيعية حيث تتدخل قوى خفية لإحداث هذا الشلل عن طريق التأثير على أعضاء الشخص المصاب تماما مثلما يحصل في حالة المس أو التلبس و التي يقوم فيها الجني بالضغط على بعض الأعصاب أو النقاط في جسم الإنسان أو التأثير عليها عن بعد فيصاب الشخص بالصرع أو مثلا يفقد التحكم في احد أعضاءه أو لسانه ...الخ و الدليل على هذه الظاهرة أن المصاب يفيق و يتحرر مباشرة بمجرد أن يلمسه شخص ما بقربه بينما لو تعلق الأمر بشلل النوم فان المصاب سيحتاج إلى بضع لحظات و ثواني لكي يفيق و يتحكم في جسده مجددا ... في هذه الحالة لن نخوض كثيرا في الأسباب لأنها تختلف و يوجد فيها جدال كبير جدا منه من ينسب هذه الظاهرة للمس الشيطاني و منهم من ينسبها إلى السحر أو العين أو الحسد أو إلى مخلوقات عابثة مشاغبة ...الخ ..
المهم الآن و ما يجب على الجميع معرفته أن هذه الظاهرة هي مجرد أمر عابر و آثارها هي نفس آثار الكوابيس و الأحلام المزعجة ! أي أن المصاب يحس بالخوف و الهلع و الضيق و أحساس نفسي سيء .. لكن الأهم هو تأثيرها الفيزيائي أو الجسدي على الإنسان ! تأثيرها الجسدي معدوم أي بكل بساطة ليس لها أي تأثير على الجسم و لم يتم تسجيل أي حالة اختناق فعلي أو شلل أو موت لشخص بسبب الجاثوم أو شلل النوم ! لا يوجد و إذا سمعتم شخصا يذكر عكس ذلك فهو كذاب محتال !.
الآن نأتي للوقاية و كيفية التخلص من هذه الظاهرة الغريبة :
- التجربة تؤكد انه لما يصاب الشخص بالجاثوم يحاول التخلص و تحرير جسمه بقوة بسبب الهلع و كلما زادة المقاومة زاد تأثير الجاثوم لدرجة أن بعض الأشخاص حين يستيقظون يحسون ببعض الألم في عضلاتهم و كأنهم كانوا يمارسون رياضة رفع الأثقال !.
- محاولة التخلص بقوة و محاولة الصراخ العنيف تسبب للمصاب نوعا من الاختناق الوهمي بسبب الجهد المبذول و ليس بسبب الجاثوم.
- شلل اللسان و انعقاده حيث لا يستطيع الشخص الصراخ أو حتى قراءة القرآن.
- الهلع و الخوف الشديدين الذين يصاحبان هذه الظاهرة قبل بدايتها بلحظات و بعد انتهاءها مما يسبب نوعا من الرهبة التي تجعل المصاب لا يعود الى النوم خوفا من تكرار الظاهرة.
هذا على العموم كل ما يسببه الجاثوم و الطريقة المثلى للتغلب عليه هي بإتباع النصائح التالية و عدم الاهتمام بالخزعبلات و الخرافات مثل وضع سكين تحت الوسادة أو المصحف الشريف أو عشبة ما أو مسك ...الخ.
- لا داعي لان أذكركم بفائدة تلاوة القرآن و أذكار النوم و النوم على طهارة.
- بالنسبة لمن لديهم رباطة جأش و لا يفزعون ... عندما تجد نفسك مشلولا لا تقم بتشتيت جهدك العضلي بل قم بكل هدوء بتحريك أطرافك الصغيرة مثلا تحرك أصبعا بهدوء ثم تحرك الثاني فالثالث ...الخ سوف تجد بأن يدك تحررت و غالبا ما تنتهي المسألة عند هذا الحد لتجد جسمك كله قد تحرر و إذا أكمل العملية مع يدك الثانية.
حاول أن تفتحك عينك أثناء ذلك و إذا شاهدت خيالا أو شيئا ما بقربك أو جاثم عليك قم بمهاجمته بمجرد أن تحرر يدك و صحيح أن حركتك ستكون بطيئة لكن لا تخف لأنها ستتسارع كلما اقتربت منه مما يجعله يفر منك و لا يعود !!! لأنك في كل الأحوال سواء كنت رجلا أو امرأة فأنك دائما أقوى و المخلوقات الغير مرئية تغلبك بالخوف و التأثير النفسي عليك فقط لا غير !.
- نأتي الآن للأغلبية المسكينة التي عادة ما تحس أنها عادت من الموت أو كتب لها عمر جديد بعد زوال الجاثوم (: ... لا تهتموا لان الوضع سيتغير كثيرا بعد لحظات فقط !
السلاح الرئيسي للجاثوم هو الخوف ! المصاب يحس بنوبة غريبة من خوف وهلع مفاجئ فيحصل له تماما مثل الغريق الذي لا يعرف السباحة فيقوم بالتخبط و الصياح و بلع الماء إلى أن يغرق نفسه بينما لو التزم الهدوء و أرخى نفسه و أغلق فمه سيطفو على الماء ... و هذه هي السباحة بكل بساطة ! .
الجاثوم يؤثر عليك بنفس الطريقة التي تؤثر أنت بها على التلفاز بجهاز الريموت فتجعله يغير القنوات أو يطفئ نفسه دون أن تقترب منه أو تضغط عليه أو تضربه ! تخيل لو أن التلفاز موجود في مكان عالي و انه يرفض الاستجابة للريموت ماذا سيحصل لك ؟؟؟ بكل بساطة ستغضب و تندب حضك و تغادر الغرفة ذليلا لأنك لن تستطيع لمس التلفاز أو ضربه ! سيشنقك والديك (: ... هكذا الجاثوم بالضبط !.
أول شيء تقوم به هو التزام الهدوء لأنك أولا وأخيرا ستدرك انك لن تستطيع تخليص نفسك بطريقتك و بتخبطك ... اتبع نفس الخطوات التي ذكرتها في الطريقة الأولى لتحريك الأطراف و طبعا بما انك شخص تخاف فيجب عليك عدم فتح عينيك لأن الجاثوم بكل تأكيد يحضر لك فيلم رعب ! ثانيا لا داعي للصراخ و العويل لان لا احد سيسمعك و أقصى ما يمكن أن يصدر عنك هو أنين خفيف لن يثير انتباه احد خاصة إذا كان من حولك نائمين ! قم بقراءة القرآن خاصة آية الكرسي و بما أن الجاثوم يؤثر عليك نفسيا أي انه متصل بك نفسيا فلا داعي لتحريك لسانك لكي يسمعك و طبعا لسانك سيكون مشلولا فهو ليس بهذا الغباء ! قراءة القرآن في القلب لها نفس تأثير القراءة بصوت مسموع و هنا لا يستطيع صديقنا إيقافك لان جهاز الريموت خاصته لا يملك التردد الخاص لمنعك من القراءة في نفسك أو بقلبك !.
عندما تفيق و تخلص نفسك ستجد أن الشعور بالخوف لا يزال و إذا عدت مباشرة للنوم سيتكرر ما حصل مجددا و بما انك لا تزال غير متعود و لكي تقي نفسك عناء معركة أخرى ! قم و اجلس في فراشك بضع دقائق فقط و غير من وضعية نومك مثلا اقلب الوضعية و ضع رأسك في المكان الذي كانت فيه رجليك و اقرأ آية الكرسي و قم بالأذان بصوت خافت طبعا لعل احد من اهلك يسمعك و يحسب المسكين انه أذان الفجر فيقوم للصلاة و الساعة ربما لا تزال في منتصف الليل ! ... بإذن الله العلي القدير لن يعود إليك مجددا و حتى إذا عاد ! ... لا مشكلة في ذلك إطلاقا !.
لكي تتعود على هذه الظاهرة تحتاج إلى التجربة لعدة مرات حتى تصل لدرجة التحكم في نفسك و القضاء على الخوف و هنا كذلك يوجد خيارين ! أما انك تقنع نفسك بأنها لعبة و أن هذا الكائن يريد اللعب إذا سألاعبه و نرى من منا صبره أطول ... و تأكد حينها انه هو من سيخسر لأنه غير صبور و سوف يتركك و يبحث عن فريسة أسهل بأسرع مما تتصور ... الخيار الثاني و هو كذلك مفيد و قد يجعلك من الفئة الأولى من أصحاب الشجاعة و رباطة الجأش و هو أن تفكر مليا في نفسك و تقول لماذا يعتدي علي ؟ لماذا يظلمني ؟ لماذا يحتقرني ؟ لماذا يدوس على كرامتي ؟ لماذا يدوس على شرفي و يهينني أمام زوجتي أو زوجي أو أبنائي أو بناتي أو عائلتي ؟؟؟ ماذا سيقول عنك اهلك ؟ أبي جبان يخاف من ظل ؟ أخي الأكبر جبان و خواف ياله من مثل أعلى ... تخيل أو تخيلي لو انك ضيف عند أناس يحترمونك و يوقرونك و فجأة يسمعونك في الليل تصيح كالطفل الصغير و يأتي احد لنجدك و يجد وجهك ابيض من الهلع و أنت الذي يحسبك مثال الوقار الحكمة و رباطة الجأش !!! أليست اهانة ما بعدها اهانة ... تخيل أيها الشاب و أيتها الشابة لو انك في الجامعة أو في مدرسة داخلية تنام هناك و يتكرر معك هذا الأمر عدة مرات و ينشر زملاؤك في الغرفة الخبر و تصبح مسخرة بين الطلاب ؟؟ أليست اهانة ما بعدها اهانة ؟ ... لو انك شخص طبيعي فبكل تأكيد ستحس بالغيض و و سيتملكك غضب يجعلك تواجه جيشا بأكمله و ليس فقط شبح جبان مخادع يريد أن يجعل منك مسخرة بينما بإمكانك القضاء عليه ربما بصفعة واحدة ! إخوتي الأعزاء هذا ما أنصحكم بالتفكير به أثناء إحساسكم بنوبة الجاثوم تمردوا على الخوف و انتصروا لكرامتكم.
اضمن لكم شيئا أكيدا ... إذا توصلتم لهذه الدرجة من التحكم في النفس و الأعصاب فسوف لن تحتاجوا لهذه النصائح و التوجيهات لأنكم حينها سوف يكون تصرفكم أو رد فعلكم ابسط بكثير من كل هذا .... ألا و هو الاستمرار في النوم و اعتبار الجاثوم مجرد حلم عادي لا يحتاج حتى للاستيقاظ أو فعل أي شيء لأنكم بالفعل ستواصلون النوم للصباح و في الصباح بالكاد تذكرون انه حصل لكم شيء.
أخيرا .. سأكون مسرورا بالإجابة على أي استفسار أو سؤال مهما كانت درجة بساطته و أريد كذلك أن أوضح لكم بأني لست من ممارسي أي نوع من العلاج أو الرقية ...الخ بل أنا مجرد شخص عادي مثلكم آثرت أن أتقاسم معكم تجربتي التي خضتها مع الجاثوم طيلة أزيد من عشرين سنة حيث بحثت و طالعت و ذهبت إلى رقاة و مشعوذين و استمعت إلى روايات العديد ممن عاشوا نفس التجارب و الله يعلم أني لم أجد الجواب الشافي عند أي احد و لم أجد علاجا نافعا لهذه الظاهرة أحسن و ابلغ من الطريقة التي ذكرتها لكم و التي بفضلها لا أقول لكم شفيت أو قضيت على هذه الظاهرة التي لا تزال دون تفسير دقيق شامل إلى غاية اليوم ! لكن الحمد لله بفضل التجربة تحولت هذه الظاهرة التي في وقت من الأوقات كنت احسبها ساعتي الأخيرة إلى مجرد لحظة شقاوة عابرة لا أعيرها أي اهتمام بل بالعكس أحس بنوع من المتعة و التحدي و كأني العب مع صديق !.
نبدأ على بركة الله
الجاثوم أو الكابوس أو زائر الليل أو الخناقة أو الجهامة أو بوبراك ...الخ من التسميات الشائعة في المشرق أو المغرب العربي أو في المعتقدات الغربية ... هو في حقيقة الأمر ظاهرة غامضة يصعب تحديدها أو تفسيرها سواءا علميا او نفسيا او روحيا ! .
التفسير العلمي لهذه الظاهرة التي تسمى بشلل النوم هو تفسير منطقي و صحيح لا ننكره بتاتا لأنه استنتاج مبني على تجارب علمية بأجهزة متطورة و تقريبا لا يوجد شخص على هذه الأرض لم يمر بهذه التجربة مرارا و تكرار و أنا من بينهم ! ... لكن التشخيص العلمي كان ناقصا و أهمل بعض العناصر التي سأذكرها لاحقا .
التفسير النفسي للظاهرة كذلك صحيح لان التعب الجسدي و النفسي و الأرق هم من احد مسببات شلل النوم و الجاثوم ... لكن التشخيص النفسي كذلك ناقص و أهمل بعض العناصر ...
الجاثوم في التراث الشعبي و الديني هو ظاهرة غير طبيعية لها ارتباط وثيق بالعالم الآخر و الماورائيات ! هو كذلك صحيح لكنه هو كذلك أهمل بعض العناصر ...
سوف أقدم شرحا بسيطا لكي لا أطيل عليكم ولذا فضلت عدم الاستدلال بالمقالات العلمية او النفسية و الايات القرآنية لأننا الهدف من موضوعنا ليس تحليل الظاهرة إنما أعطاء بعض الإرشادات للوقاية.
كل من قاموا بتفسير الظاهرة أصابوا لكنهم اخطئوا في أمر واحد ! أنهم فسروا ظاهرتين في ظاهرة واحدة و كل طرف متمسك بتفسيره و ينكر تفسير الطرف الآخر ... كيف ؟
تصيب الشخص بسبب النوم في وضعية معينة ... |
لكن الجزئية التي أهملها الأطباء و النفسانيون هي سبب حدوث هذه الظاهرة عندما يكون الإنسان في صحة بدنية و نفسية جيدة و ينام في فراش جيد و في وضعية صحية ممتازة !!! لماذا تحصل هذه الظاهرة ؟ لماذا يشاهد المصابون أشخاصا غرباء و في نفس الوقت يشاهدون الأشخاص الذين ينامون بقربهم و كل شيء في الغرفة موجود في مكانه و التغيير الوحيد هو ذلك الشخص الغريب ؟ .. لماذا في بعض الأحيان يرى المصاب نفس الغرباء في كل مرة يصاب و طيلة سنوات طويلة ؟ لماذا يصاب الشخص بالجاثوم في منازل معينة أو غرف معينة بينما لا تحصل معه هذه الظاهرة في أماكن أخرى ؟ .. لماذا عندما تقوم بالصراخ أو مناداة شخص ما مستلقي بقربك يؤكد لك الأمر عندما تستفيق حيث تسأله لماذا لم يساعدك فيجيبك بأنه بالفعل سمعك تأن و تصدر أصوات غريبة لكنه حسبك ربما تهذي فقط .. بمعنى انك فعلا لم تكن تهذي و لم تكن تحلم ! ...الخ من الكثير من الأسئلة التي لا نجد لها جوابا مقنعا ! .
خلاصة الظاهرة هي كالتالي :
1- شلل النوم الطبيعي الذي يحدث لأسباب عضوية لها علاقة بتدفق الدم في الدماغ و تكون بسبب وضعية سيئة في النوم و غالبا ما يرى المصاب كوابيس و أحلام غير واضحة كأن ترى نفسك مثلا عالقا في حفرة أو أن شخصا ما أو شيئا ثقيلا يدوس على رأسك أو حيوان أو شخص يخنقك ...الخ و لكي تستفيق تحتاج إلى بضع لحظات و يكون الأمر متعبا و مرهقا و هو كما قلت يشبه كثيرا ما يحصل للأعضاء الأخرى عندما تختلج.
احتمال يكون بسبب ظواهر خارقة او مخلوقات غير مرئية .. |
المهم الآن و ما يجب على الجميع معرفته أن هذه الظاهرة هي مجرد أمر عابر و آثارها هي نفس آثار الكوابيس و الأحلام المزعجة ! أي أن المصاب يحس بالخوف و الهلع و الضيق و أحساس نفسي سيء .. لكن الأهم هو تأثيرها الفيزيائي أو الجسدي على الإنسان ! تأثيرها الجسدي معدوم أي بكل بساطة ليس لها أي تأثير على الجسم و لم يتم تسجيل أي حالة اختناق فعلي أو شلل أو موت لشخص بسبب الجاثوم أو شلل النوم ! لا يوجد و إذا سمعتم شخصا يذكر عكس ذلك فهو كذاب محتال !.
الآن نأتي للوقاية و كيفية التخلص من هذه الظاهرة الغريبة :
- التجربة تؤكد انه لما يصاب الشخص بالجاثوم يحاول التخلص و تحرير جسمه بقوة بسبب الهلع و كلما زادة المقاومة زاد تأثير الجاثوم لدرجة أن بعض الأشخاص حين يستيقظون يحسون ببعض الألم في عضلاتهم و كأنهم كانوا يمارسون رياضة رفع الأثقال !.
- محاولة التخلص بقوة و محاولة الصراخ العنيف تسبب للمصاب نوعا من الاختناق الوهمي بسبب الجهد المبذول و ليس بسبب الجاثوم.
- شلل اللسان و انعقاده حيث لا يستطيع الشخص الصراخ أو حتى قراءة القرآن.
- الهلع و الخوف الشديدين الذين يصاحبان هذه الظاهرة قبل بدايتها بلحظات و بعد انتهاءها مما يسبب نوعا من الرهبة التي تجعل المصاب لا يعود الى النوم خوفا من تكرار الظاهرة.
هذا على العموم كل ما يسببه الجاثوم و الطريقة المثلى للتغلب عليه هي بإتباع النصائح التالية و عدم الاهتمام بالخزعبلات و الخرافات مثل وضع سكين تحت الوسادة أو المصحف الشريف أو عشبة ما أو مسك ...الخ.
- لا داعي لان أذكركم بفائدة تلاوة القرآن و أذكار النوم و النوم على طهارة.
- بالنسبة لمن لديهم رباطة جأش و لا يفزعون ... عندما تجد نفسك مشلولا لا تقم بتشتيت جهدك العضلي بل قم بكل هدوء بتحريك أطرافك الصغيرة مثلا تحرك أصبعا بهدوء ثم تحرك الثاني فالثالث ...الخ سوف تجد بأن يدك تحررت و غالبا ما تنتهي المسألة عند هذا الحد لتجد جسمك كله قد تحرر و إذا أكمل العملية مع يدك الثانية.
حاول أن تفتحك عينك أثناء ذلك و إذا شاهدت خيالا أو شيئا ما بقربك أو جاثم عليك قم بمهاجمته بمجرد أن تحرر يدك و صحيح أن حركتك ستكون بطيئة لكن لا تخف لأنها ستتسارع كلما اقتربت منه مما يجعله يفر منك و لا يعود !!! لأنك في كل الأحوال سواء كنت رجلا أو امرأة فأنك دائما أقوى و المخلوقات الغير مرئية تغلبك بالخوف و التأثير النفسي عليك فقط لا غير !.
- نأتي الآن للأغلبية المسكينة التي عادة ما تحس أنها عادت من الموت أو كتب لها عمر جديد بعد زوال الجاثوم (: ... لا تهتموا لان الوضع سيتغير كثيرا بعد لحظات فقط !
السلاح الرئيسي للجاثوم هو الخوف .. |
الجاثوم يؤثر عليك بنفس الطريقة التي تؤثر أنت بها على التلفاز بجهاز الريموت فتجعله يغير القنوات أو يطفئ نفسه دون أن تقترب منه أو تضغط عليه أو تضربه ! تخيل لو أن التلفاز موجود في مكان عالي و انه يرفض الاستجابة للريموت ماذا سيحصل لك ؟؟؟ بكل بساطة ستغضب و تندب حضك و تغادر الغرفة ذليلا لأنك لن تستطيع لمس التلفاز أو ضربه ! سيشنقك والديك (: ... هكذا الجاثوم بالضبط !.
أول شيء تقوم به هو التزام الهدوء لأنك أولا وأخيرا ستدرك انك لن تستطيع تخليص نفسك بطريقتك و بتخبطك ... اتبع نفس الخطوات التي ذكرتها في الطريقة الأولى لتحريك الأطراف و طبعا بما انك شخص تخاف فيجب عليك عدم فتح عينيك لأن الجاثوم بكل تأكيد يحضر لك فيلم رعب ! ثانيا لا داعي للصراخ و العويل لان لا احد سيسمعك و أقصى ما يمكن أن يصدر عنك هو أنين خفيف لن يثير انتباه احد خاصة إذا كان من حولك نائمين ! قم بقراءة القرآن خاصة آية الكرسي و بما أن الجاثوم يؤثر عليك نفسيا أي انه متصل بك نفسيا فلا داعي لتحريك لسانك لكي يسمعك و طبعا لسانك سيكون مشلولا فهو ليس بهذا الغباء ! قراءة القرآن في القلب لها نفس تأثير القراءة بصوت مسموع و هنا لا يستطيع صديقنا إيقافك لان جهاز الريموت خاصته لا يملك التردد الخاص لمنعك من القراءة في نفسك أو بقلبك !.
عندما تفيق و تخلص نفسك ستجد أن الشعور بالخوف لا يزال و إذا عدت مباشرة للنوم سيتكرر ما حصل مجددا و بما انك لا تزال غير متعود و لكي تقي نفسك عناء معركة أخرى ! قم و اجلس في فراشك بضع دقائق فقط و غير من وضعية نومك مثلا اقلب الوضعية و ضع رأسك في المكان الذي كانت فيه رجليك و اقرأ آية الكرسي و قم بالأذان بصوت خافت طبعا لعل احد من اهلك يسمعك و يحسب المسكين انه أذان الفجر فيقوم للصلاة و الساعة ربما لا تزال في منتصف الليل ! ... بإذن الله العلي القدير لن يعود إليك مجددا و حتى إذا عاد ! ... لا مشكلة في ذلك إطلاقا !.
لكي تتعود على هذه الظاهرة تحتاج إلى التجربة لعدة مرات حتى تصل لدرجة التحكم في نفسك و القضاء على الخوف و هنا كذلك يوجد خيارين ! أما انك تقنع نفسك بأنها لعبة و أن هذا الكائن يريد اللعب إذا سألاعبه و نرى من منا صبره أطول ... و تأكد حينها انه هو من سيخسر لأنه غير صبور و سوف يتركك و يبحث عن فريسة أسهل بأسرع مما تتصور ... الخيار الثاني و هو كذلك مفيد و قد يجعلك من الفئة الأولى من أصحاب الشجاعة و رباطة الجأش و هو أن تفكر مليا في نفسك و تقول لماذا يعتدي علي ؟ لماذا يظلمني ؟ لماذا يحتقرني ؟ لماذا يدوس على كرامتي ؟ لماذا يدوس على شرفي و يهينني أمام زوجتي أو زوجي أو أبنائي أو بناتي أو عائلتي ؟؟؟ ماذا سيقول عنك اهلك ؟ أبي جبان يخاف من ظل ؟ أخي الأكبر جبان و خواف ياله من مثل أعلى ... تخيل أو تخيلي لو انك ضيف عند أناس يحترمونك و يوقرونك و فجأة يسمعونك في الليل تصيح كالطفل الصغير و يأتي احد لنجدك و يجد وجهك ابيض من الهلع و أنت الذي يحسبك مثال الوقار الحكمة و رباطة الجأش !!! أليست اهانة ما بعدها اهانة ... تخيل أيها الشاب و أيتها الشابة لو انك في الجامعة أو في مدرسة داخلية تنام هناك و يتكرر معك هذا الأمر عدة مرات و ينشر زملاؤك في الغرفة الخبر و تصبح مسخرة بين الطلاب ؟؟ أليست اهانة ما بعدها اهانة ؟ ... لو انك شخص طبيعي فبكل تأكيد ستحس بالغيض و و سيتملكك غضب يجعلك تواجه جيشا بأكمله و ليس فقط شبح جبان مخادع يريد أن يجعل منك مسخرة بينما بإمكانك القضاء عليه ربما بصفعة واحدة ! إخوتي الأعزاء هذا ما أنصحكم بالتفكير به أثناء إحساسكم بنوبة الجاثوم تمردوا على الخوف و انتصروا لكرامتكم.
اضمن لكم شيئا أكيدا ... إذا توصلتم لهذه الدرجة من التحكم في النفس و الأعصاب فسوف لن تحتاجوا لهذه النصائح و التوجيهات لأنكم حينها سوف يكون تصرفكم أو رد فعلكم ابسط بكثير من كل هذا .... ألا و هو الاستمرار في النوم و اعتبار الجاثوم مجرد حلم عادي لا يحتاج حتى للاستيقاظ أو فعل أي شيء لأنكم بالفعل ستواصلون النوم للصباح و في الصباح بالكاد تذكرون انه حصل لكم شيء.
أخيرا .. سأكون مسرورا بالإجابة على أي استفسار أو سؤال مهما كانت درجة بساطته و أريد كذلك أن أوضح لكم بأني لست من ممارسي أي نوع من العلاج أو الرقية ...الخ بل أنا مجرد شخص عادي مثلكم آثرت أن أتقاسم معكم تجربتي التي خضتها مع الجاثوم طيلة أزيد من عشرين سنة حيث بحثت و طالعت و ذهبت إلى رقاة و مشعوذين و استمعت إلى روايات العديد ممن عاشوا نفس التجارب و الله يعلم أني لم أجد الجواب الشافي عند أي احد و لم أجد علاجا نافعا لهذه الظاهرة أحسن و ابلغ من الطريقة التي ذكرتها لكم و التي بفضلها لا أقول لكم شفيت أو قضيت على هذه الظاهرة التي لا تزال دون تفسير دقيق شامل إلى غاية اليوم ! لكن الحمد لله بفضل التجربة تحولت هذه الظاهرة التي في وقت من الأوقات كنت احسبها ساعتي الأخيرة إلى مجرد لحظة شقاوة عابرة لا أعيرها أي اهتمام بل بالعكس أحس بنوع من المتعة و التحدي و كأني العب مع صديق !.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire