أشباح و ارواح

هل الجن والأشباح قادرة على قتلك ؟

هل الجن والأشباح قادرة على قتلك ؟


اعلان
هل بإمكانهم ايقاع الأذى عليك مباشرة ؟ ..

 
قبل فترة ليست بالطويلة تقرر نقل محل عملنا إلى مكان جديد , صاحب العمل استأجر منزل كبير (فيلا) في منطقة كانت فيما مضى مسكنا للعائلات الثرية وأفراد الطبقة المخملية , لكن هؤلاء تركوا البلد منذ زمن طويل بسبب الحروب والظروف فبقيت مساكنهم خرائب خاوية إلا من غراب ناعق وقطة سائبة وحشائش تطاولت على الحدائق الغناء فحولتها إلى أدغال موحشة . الحارس الذي كان المنزل بعهدته , والذي سكن فيه مع عائلته لسنوات متمادية , أخبرنا قبل رحيله بأن المنزل مسكون بالجن , قال بأن هناك أصوات غامضة تصدر من السرداب في الليل , ونبه علينا بأن لا ننزل أبدا لتفقد تلك الأصوات , وتحدث عن غرفة بالطابق الثاني , قال أن كل من ينام فيها تظهر له في منامه امرأة مجنونة , ثيابها متسخة , شعرها منفوش , نظراتها زائغة , تقترب من الشخص النائم وهي تضحك ببلاهة , تقوم بدغدغة قدمه أولا , ثم فجأة تسحب أصبع قدمه الكبير بكل قوة فيهب مفزوعا ليجد نفسه مسحوبا فعلا عن فراشه! ..
امرأة مجنونة تسحبك من قدمك ..
يا لها من قصة , لا أخفيكم سرا بأن فرائصي ارتعدت لسماعها , فأنا أبيت كثيرا في محل عملي , تصور أن تسكن منزل جديد وتسمع عنه أمورا كهذه , ماذا سيكون حالك ؟ .. وأنا هنا لا أتكلم عن منزل عادي , بل عن فيلا مساحتها تزيد عن الألف متر , فيها حدائق واسعة وتقع في منطقة هادئة .
لعلك لن تشعر بخوف كبير في النهار , لكن حين يحل المساء جالبا معه الظلمة , حين يرحل جميع الموظفون فتتحول الحجرات والردهات إلى فراغات سوداء يرتع فيها ما لا يعلمه سوى الله , وحين يخيم الصمت المطلق على كل شيء ما خلا حفيف الأشجار الهامس وجندب يناغي أنثاه في مكان ما من الحديقة .. عندها ستتضخم مخاوفك وتكبر حتى تبتلعك وتشل تفكيرك .
الحارس الجديد , وهو شاب ضخم الجثة أسمه أحمد , امتقع لونه حينما سمع القصة , لكنه تظاهر أمامنا بالشجاعة ورباطة الجأش وقال باستهزاء بأن الحارس القديم ناقم حتما بسبب تركه لعمله فأختلق هذه القصة ليخيفنا .
الحمد لله أني لم أمض يوما وحدا في ذلك المنزل إذ تقرر نقلي إلى مكان آخر . لكني بعد فترة التقيت صدفة بالحارس أحمد وسألته بلهفة عن المنزل وهل حقا هو مسكون ؟ , فقال بأنه ترك المبيت في ذلك المنزل بعد مضي شهرين لم يسمع خلالها أي أصوات غريبة ولا رأى امرأة مجنونة في منامه , لكن طوال تلك الفترة لازمه هاجس مزعج بوجود شيء خفي يترصده ويراقبه في كل حركاته وسكناته , الأمر أشبه بالجلوس في مكان ما وإحساسك بأن شخصا ما يحدق إليك بقوة , فتلتفت حولك لتجد صديقا أو قريبا يجلس على مقربة منك , لكن في حالة الحارس أحمد لم يكن هناك سوى جدران صماء أينما تلفت حوله . أما أكثر ما أخافه بحسب قوله فهو استيقاظه من النوم مفزوعا أكثر من مرة , وفي كل مرة يشعر بأن هناك شخص ما يهزه بقوة كأنما يريد إيقاظه , لكن حين يفتح عيناه لا يجد أحدا معه في الحجرة.
قصة الحارس أحمد غريبة أكثر من كونها مخيفة , فهو بالنهاية لم يرى أو يسمع أي شيء غير طبيعي , الشيء الوحيد الغير طبيعي كان أحاسيسه , فهل كان المنزل مسكون حقا ؟ أم أن الوساوس والشكوك النابعة من تصوره المسبق عن المنزل هي التي سيطرت عليه فأقلقت منامه وأقضت مضجعه ؟ .. أعني بأنك حين تسكن منزلا ويقال لك بأنه مسكون فأنت لا إراديا ستشعر بالضيق وستتخيل أمورا قد لا يكون لها وجود حقيقي وربما يتطور الأمر إلى ما لا تحمد عقباه , تماما كما حدث مع الشابة الانجليزية الجميلة كاريسا جلين – 18 عاما - التي انتقلت من منزل عائلتها في مدينة ليدز الإنجليزية إلى مدينة كورنول لتكون بالقرب من أصدقائها , هناك وجدت عملا كنادلة في حانة محلية واستأجرت شقة صغيرة.
كاريسا جلين
كل شيء سار جيدا مع كاريسا , فهي سعيدة بعملها وحياتها الجديدة ومحبوبة من قبل الجميع , إلى أن أتى ذلك اليوم الأسود الذي سمعت فيه من أحد أصدقائها أو جيرانها بأن هناك فتاة شابة كانت تسكن في شقتها قبلا منها وقد انتحرت بشنق نفسها في الحمام . تلك القصة كان لها وقع الصاعقة على كاريسا , أرعبتها وكدرت صفو حياتها , ولدت لديها شعورا طاغيا بوجود شبح أو كيان خفي يعيش معها في الشقة ويراقبها , فصارت الكوابيس جزءا روتينيا من أحلامها , حتى أنها اتصلت بأمها ثلاث مرات خلال أسبوع واحد وهي تشكو من رؤيتها للفتاة المنتحرة في منامها كل ليلة !.
الأم أخبرت أبنتها بأن تترك الشقة وتستأجر غيرها , قالت بأنها ستدفع قيمة الإيجار بدلا عنها , وكان حريا بالأم أن تخاف على أبنتها خصوصا وهي تعلم بأن كاريسا تعاني من مشكلات المشي خلال النوم , علاوة على أنها من النوع الخواف والمهووس بالماورائيات. لكن كاريسا لم تترك الشقة للأسف , لعلها لم تعثر على شقة بديلة في منطقة قريبة , ومع كل يوم يمر عليها كانت مخاوفها وهواجسها تنمو وتكبر حتى أنها أخبرت شقيقتها بأنها أصبحت تكره العودة لشقتها حينما ينتهي عملها ليلا .
طبعا البعض سيقولون بأن مخاوف كاريسا ليست في محلها وأنها مجرد وساوس ومشاعر سلبية نابعة من سماعها لقصة الفتاة المنتحرة في شقتها وبأنها لو لم تسمع تلك القصة لما خافت أبدا . أي أنها نفس المخاوف التي راودت الحارس أحمد لأنه سمع مسبقا عن كون المنزل مسكون , وأجزم بأن أي شخص منا لن يشعر بالراحة وقد لا يغمض له جفن إذا علم بأن هناك شخص ما مات ميتة بشعة في منزله . لكن مجريات قصة كاريسا مضت في غرابتها إلى ما هو أبعد من مجرد وساوس وهواجس .. فذات صباح بارد من شهر نوفمبر 2008 لم تحضر كاريسا إلى عملها كالمعتاد ولم ترد على جميع اتصالات زملائها وأهلها وأصدقائها ... ماذا حدث لها ؟ .. لا أحد يعلم .
أخيرا عندما حل المساء وبإلحاح من أهلها ذهب بعض زملاءها في العمل إلى شقتها للسؤال عنها , طرقوا الباب مرارا دون رد , فقرروا فتح الباب عنوة ودخلوا , بحثوا في أرجاء الشقة حتى عثروا على كاريسا , كانت في الحمام , جثة هامدة , انتحرت بلف وشاح وردي على دش الحمام وشنقت نفسها! .
هل هي مصادفة ؟ .. هل يعقل أن تشنق فتاتان شابتان نفسيهما بنفس الطريقة في ذات المكان . هناك من يرى بأن مخاوف كاريسا وكوابيسها تفاعلت مع مشاكل المشي خلال النوم عندها فدفعتها للانتحار من دون وعي , ومما يؤكد هذا الكلام هو أن الشرطة لم تعثر في سجلاتها ما يدل بوقوع حادث انتحار لفتاة شابة في الشقة قبل أن تسكن فيها كاريسا . فيما رأى آخرون أن الشقة ربما كانت فعلا مسكونة , وأن أشباح الشقة لم تتمكن من كاريسا إلا بعد أن بدأ الخوف يلازمها , فالكائنات الماورائية تتغذى على الخوف , كلما خفت منها أكثر , كلما أصبحت فريسة أسهل بالنسبة لها , وهذا هو بالضبط ما حدث مع كاريسا , تلك الكائنات الخفية تمكنت منها ودفعتها بالنهاية إلى إنهاء حياتها بشنق نفسها في الحمام .
لكن على فرض صحة الرأي الأخير , فهنا يبرز سؤال : هل الكائنات الماورائية قادرة على إيذاءك إلى درجة القتل ؟..
قادرة على قتلك لو شاءت بشكل مباشر أو غير مباشر
بعض الروحانيون يجيبون : نعم .. يقولون بأن تلك الكائنات قادرة على قتلك لو شاءت بشكل مباشر أو غير مباشر , الشكل المباشر بأن تدفعك مثلا من مكان شاهق أو تسارع نبضات قلبك حتى تصاب بسكتة قلبية أو تفتعل تماس كهربائي فتشعل نارا في حجرتك أثناء نومك الخ .. أما الشكل الغير مباشر فهو عن طريق دفعك لقتل نفسك بنفسك , كأن يؤثرون على عقلك وأفكارك حتى يجعلوك تهلوس وتقتل نفسك . قد تظن عزيزي القارئ بأن هذا غير ممكن , لكن أنا شخصيا لي قريب قام بذبح نفسه بالسكين , كان يظن بأن هناك أحدا يطارده , ولسنوات طويلة عالجوه نفسيا بدون فائدة , كان يحاول دائما قتل نفسه حتى أنهم أخفوا جميع سكاكين المنزل عنه , لكن ذات يوم حين كانت عائلته بالخارج يبدو أنه عثر على سكين فذبح نفسه , وضع رأسه فوق المغسلة ثم حز رقبته بنفسه حتى لم تعد يده قادرة على حمل السكين فوقع يتخبط في دمه حتى مات .
قد يقول البعض أنها حالات نفسية ولا علاقة لها بالماورائيات وما إلى ذلك من ترهات , ربما كانوا محقين , لكن هذا العالم الواسع لا يعدم قصصا واقعية مرتبطة بالماورائيات هي أغرب من أن تكون مجرد اضطرابات نفسية وأزمات عقلية طارئة . ودعوني أقدم لكم عينة منها , مع تأكيد أن هذه القصص موثقة في سجلات الشرطة وكتبت عنها الصحف , أي أني لم آتِ بها من بيت أهلي .
بول كارول
لنأخذ القصة الأولى .. غداة أعياد الميلاد عام 2014 كان بول كارول يجلس في بهو منزله بمدينة كونسيت الانجليزية وهو يشعر بضجر شديد , وفيما هو يتأفف ويتلفت حوله وقعت عيناه صدفة على لوح ويجا كانت أبنته قد أشترته لتتسلى به مع صديقاتها , فقرر بول أن يرفه عن نفسه بلعب الويجا . ولمن لا يعرف ما هي الويجا أقول بأنها لوح خشبي مستطيل منقوش عليه حروف أبجدية يمكن بواسطتها التواصل مع الأشباح عن طريق تحريك مؤشر خشبي فوق الحروف لتكوين كلمات وجمل يقال بأن مصدرها هو العالم الآخر . أو بالأحرى هذا ما يزعمه المؤمنون بقدرات هذا اللوح الشيطاني .
بحسب أقوال بول التي دونتها الشرطة , فأنه نجح في التواصل مع ما بدا أنه روح شريرة , لكن تلك الروح تسللت أثناء الجلسة وتلبست بجسد كلبة العائلة مولي! . كيف حدث هذا وكيف عرف بول بأن تلك الروح تلبست بالكلبة .. لا أدري .. لعل الكلبة نطقت وتحدثت معه .. المهم هو أن بول المرعوب أخذ الكلبة مولي إلى الحمام وأغرقها في المغطس ثم قام بتقطيع جسدها إلى أجزاء ألقاها في البالوعة الموجودة قبالة منزله , مما أدى طبعا إلى انسداد البالوعة فحضر عمال الصرف الصحي في اليوم التالي لفتحها وسرعان ما عثروا على بقايا الكلبة داخلها . والظاهر أن أحد الجيران الناقمين على بول أتصل بالشرطة وأبلغهم عن واقعة العثور على جثة الكلبة , فألقي القبض على بول بتهمة سوء معاملة الحيوان ونال حكما بالسجن مع إيقاف التنفيذ.
إلى هنا قد لا تبدو القصة غريبة كثيرا .. مع أن إقدام شخص على إغراق كلبته وتقطيع جسدها لأن روحا تلبست بها هو أمر فيه الكثير من الغرابة والجنون , لكن القصة لا تنتهي هنا , فمازال في جعبتنا ما هو أغرب ..
مارغريت وكاترينا كارول .. شكلهم مخيف اكثر من الجن !
في العالم التالي , غداة عيد الميلاد أيضا , قررت زوجة بول مارغريت أن تلعب الويجا مع ابنتها الشابة كاترينا بنفس اللوح الذي دفع زوجها العالم الماضي لقتل كلبته , وبالفعل أحضرتا اللوح المشئوم وبدأتا اللعب , ويبدو أنهما نجحتا في التواصل مع روح من العالم الآخر , وقد حملت لهما تلك الروح رسالة كئيبة جدا , أخبرتهما بأن كلتاهما ستموتان قريبا جدا.
ما حدث في اليوم التالي يبدو محيرا فعلا , فعندما حل المساء أحضرت مارغريت جميع ما في المنزل من أقراص طبية , خلطتها معا , ثم تناولتها مع أبنتها , وقبل أن تفقدان وعيهما قامت الأم وأبنتها بإشعال النار في أرجاء المنزل , وذلك من أجل ضمان موتهما , يعني إذا لم تقتلهما الأقراص فسيقتلهما الحريق. لكن الله خيب رجائهما , فرجال الأطفال تمكنوا من إنقاذ الأم وأبنتها وتم نقلهما للمستشفى في حالة حرجة . ولاحقا تمت محاكمتهما بتهمة تخريب الممتلكات ونالت كل منهما حكما بالسجن لأربعة أعوام .
ما رأيكم الآن بهذه القصة ؟ .. لو كنتم ما تزالون مصرين على أنها حالات نفسية فدعوني أقدم لكم قصة أخرى أكثر غرابة .
في إحدى الأمسيات من عام 2001 , في بلدة صغيرة وهادئة بمقاطعة لينكولن بالولايات المتحدة , حلت الجدة كارول سو الفاكير ضيفة على منزل أبنتها تامي , ومن باب التسلية والترفيه جلست الجدة مع أبنتها وحفيدتاها يلعبن الويجا . كل شيء بدا طبيعيا في البداية , جلس الأربعة يمزحون ويتندرون على الجمل الغريبة والغير مفهومة التي كانوا يحصلون عليها من اللوح , لكن سرعان ما تغيرت مجريات الأحداث بشكل دراماتيكي , فجأة أصيبت الجدة بنوبة جنون , هرولت إلى المطبخ وعادت تحمل سكينا كبيرة ثم توجهت إلى الحجرة المجاورة وغرستها في صدر زوج أبنتها براين الذي كان نائما هناك , طعنته وهي تهتف بأنه يجب أن يموت لأن روحا شريرة تلبست جسده , براين ظل يصرخ وينزف حتى فارق الحياة . وليت الأمر توقف عند هذا الحد , فبعد أن قتلت زوج أبنتها هاجمت الجدة حفيدتها الصغرى ذات العشرة أعوام وحاولت قتلها هي الأخرى زاعمة بأن الروح الشريرة حلت في جسدها أيضا , لكن الابنة تامي تمكنت من اخذ السكين من أمها وإخفائها عنها .
الجدة صدمت السيارة في محاولة لقتل العائلة
بعد ذلك بساعة غادرت الجدة والابنة والحفيدتان المنزل وانطلقن بالسيارة , ربما أرادت تامي نقل أمها للمستشفى للسيطرة على جنونها المفاجئ , لكن الجدة أصرت على أن تقود هي السيارة , وسرعان ما حاولت قتل الجميع عن طريق صدم السيارة عمدا بإحدى إشارات المرور على الطريق السريع , لكن لحسن الحظ نجت الابنة والحفيدتان بجروح طفيفة فيما أصيبت الجدة بكسر في كاحليها , لكن ذلك لم يمنعها من محاولة قتل حفيدتها الكبرى ذات الخمسة عشر ربيعا عن طريق سحلها ودفعها نحو الطريق العام على أمل أن تدهسها سيارة مسرعة , وحين فشلت في مسعاها هربت , ركضت وقفزت من فوق عوارض الطريق السريع كالغزال رغم أن كاحلاها مكسوران! .. بدت أشبه بعداءة في غرة الشباب منها بعجوز في الخمسينات من عمرها , وأخيرا لكي يكتمل طبق الجنون فقد مزقت وخلعت جميع ملابسها ثم هرولت نحو غابة تقع على جانب الطريق واختفت هناك .
الشرطة عثرت على الجدة في اليوم التالي وهي متكورة تحت جذع شجرة كبيرة في الغابة وتم نقلها إلى المستشفى.
هذه القصة التي لا تخضع أحداثها لأي منطق أدهشت وحيرت الجميع , قد يظن البعض بأن الجريمة ربما مرتبطة بمشاكل داخل العائلة أو تحرش جنسي أو عنف أسري , لكن الشرطة لم تعثر على أي مؤشر لوجود خلافات ومشاكل داخل الأسرة , ولم يكن هناك أي سبب يدفع العجوز لقتل زوج أبنتها ومحاولة قتل حفيدتاها , كما أن جميع أصدقاء وأقارب العائلة قالوا عن الجدة بأنها امرأة طبيعية تماما ولم تمر في حياتها بأي أزمة نفسية وهي لا تدخن ولا تشرب الكحول ولا تتعاطى المخدرات .
ماذا حدث إذن ؟ .. ما الدافع وراء جريمتها ؟ .. عند سؤالها عن ذلك خلال محاكمتها قالت الجدة العجوز بأن الرب هو من أمرها أن تفعل ذلك , وأنها بينما كانت تلعب الويجا سمعت صوتا يتردد في رأسها ويأمرها أن تقتل براين وحفيدتاها لأن روحا شريرة تلبست بأجسادهم .
ما رأيكم الآن ؟ .. هل هي حالات نفسية أم أن الكائنات الماورائيات موجودة وقادرة فعلا على إيذاء البشر , ولعلمكم فأن أمثال هذه القصص تحدث في جميع أرجاء العالم , وموقع كابوس يغض بالتجارب الواقعية التي تتحدث عن المس الشيطاني والجن العاشق والأذى الجسدي والنفسي الذي يمكن أن يلحق بالإنسان بسبب الجن والأشباح والعفاريت .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : لماذا تقوم كائنات العالم الآخر بإيذاء البشر ؟ ..
الجواب : لأسباب متعددة , غالبا البشر هم من يجلبون الأذى لأنفسهم من خلال ممارسة السحر أو محاولتهم طرق أبواب العالم الآخر بواسطة بعض الألعاب ذات الطبيعة الشيطانية .
من المعتقدات الشعبية ان سكب الماء الساخن يؤذي الجن
وأحيانا يكون الدافع هو الانتقام , فهناك مثلا اعتقاد شعبي في بلداننا بأن صب الماء الساخن في الحمام أو دق بسمار في الحائط أو وتد في الأرض من دون التسمية , أي قول بسم الله الرحمن الرحيم , يمكن أن يؤدي لمشاكل جمة مع الجن , وهذه المعتقدات ليست بحديثة العهد بل هي ضاربة في القدم , فقد آمن عرب الجاهلية بأن الجن قادر على قتل البشر , وأشهر من زعموا بأنه الجن قتله هو حرب بن أمية. وقبل ذلك بآلاف السنين آمن الناس في مصر القديمة ووادي الرافدين بأن أرواح الموتى , أي الأشباح , بإمكانها العودة من العالم الآخر لتقض مضجع الأحياء وتؤذيهم , وهذا الأذى غالبا ما يتجلى بهيئة مرض يصيب الإنسان , بمعنى أنهم كانوا يعتقدون بأن أغلب الأمراض سببها تلبس الأرواح الشريرة , خصوصا تلك الأرواح التي تعود لأشخاص ماتوا ميتة شنيعة , كضحايا جرائم القتل , أو أولئك الذين لم يعثر على أجسادهم قط , كالغرقى . هذه المعتقدات القديمة مازلت موجودة بشكل أو بآخر في معظم بقاع الأرض , فترى أناس شرقا وغربا يؤمنون بوجود ما يسمى بالأشباح الغاضبة , وهي أرواح أشخاص ماتوا بصورة مأساوية قتلا أو انتحارا , أو لعلهم ماتوا ظلما , لذا فأن أرواحهم ناقمة وتسعى للانتقام . ومثل هذا التصور كان موجودا في جاهلية العرب أيضا إذ كانوا يعتقدون بأن روح القتيل تتحول إلى طائر يعرف بأسم الهام أو الهامة يظل يحوم حول قبر صاحبه وهو يصيح : "أسقوني .. أسقوني" .. ولا يتوقف عن الصياح حتى يؤخذ بثأره.
العشق قد يكون دافعا أيضا لإيذاء البشر من قبل الكائنات الخفية , فبحسب المعتقدات الشعبية هناك كائنات من العالم الآخر تقع في حب رجال ونساء من الأنس وتعشقهم , وهذا العشق قد يتطور للاتصال الجسدي , غالبا بدون رغبة أو موافقة من جانب الإنسي , أي أنه بمثابة اغتصاب . طبعا البعض يسخر من هذه الأمور ويظن أنها موجودة في الشرق فقط بسبب الكبت الجنسي والحرمان العاطفي .. لكن هذا تصور خاطئ , فقصص الجن العاشق منتشرة في جميع أرجاء المعمورة منذ القدم , ويمكنك أن تكتب (Incubus and succubus ) في محرك البحث وستجد الكثير الكثير من القصص والتجارب الأجنبية عن ما نسميه نحن بالمس العاشق – ولنا عودة بمقال شامل عن ذلك - .
بيت عائلة مور المسكون في فيليسكا
أخيرا فأن مشاكل البشر مع كائنات العالم الآخر قد تكون بسبب تداخل عالميهما , فمن المعروف أن الجن والأشباح تستوطن بقاعا خاصة , كالبيوت المهجورة والأماكن التي فيها طاقة سلبية كبيرة , وهي قد تتصرف بعدائية كبيرة ضد البشر الذين يحاولون العيش في نفس البقعة , فهم بمنظورها دخلاء , الأمر أشبه بأن يأتي شخص لا تعرفه ليزاحمك العيش رغما عنك في منزلك أو شقتك .. ماذا سيكون رد فعلك ؟.. ستمانع بالطبع وقد تتصرف بعنف , وعليه فأن العيش في الأماكن المسكونة تكون له أحيانا عواقب وخيمة نفسيا وجسديا , خصوصا إذا كان الكائن الماورائي الساكن في تلك الأماكن عدائيا وشريرا بطبعه , وهذه العواقب لا تصيب الناس العاديين فقط , بل حتى أولئك الأشخاص الذين يزعمون بأنهم محترفون في التعامل مع كائنات العالم الآخر كصائدو الأشباح الذين نراهم في البرامج التلفزيونية , كما حدث مع صائد الأشباح الأمريكي روبرت ستيفن , الذي كان في زيارة لأحد المنازل المشهورة بكونها مسكونة , هذا المنزل الأبيض الخشبي القديم يقع في بلدة صغيرة جدا تدعى بلدة فيليسكا في ولاية آيوا , وقد شهد المنزل جريمة بشعة ذات ليلة من عام 1912 , حيث تم قتل صاحب المنزل السيد يوشيا مور وزوجته سارة وأطفالهما الأربعة إضافة إلى طفلين كانا ضيفين على العائلة , جميعهم قتلوا بالفأس , ولم يقبض أبدا على القاتل فظلت هذه الجريمة لغزا أعيى المحققين والباحثين لعقود من الزمن - وقد نعود للقصة في مقالة مستقبلية - . روبرت قرر في عام 2014 قضاء ليلة في ذلك المنزل المسكون لاستطلاع أشباحه المزعومة , وقرابة الساعة الواحدة بعد منتصف الليل قام – لسبب لا يعلمه إلا الله – بطعن نفسه في منطقة الصدر , العجيب أن توقيت الطعنة هو نفس توقيت حدوث الجريمة في المنزل قبل أكثر من مائة عام . والأغرب من ذلك هو أني عند بحثي عن مصادر لهذا المقال اكتشفت بأن هناك صائدي أشباح آخرين , هما الزوجين مارك وديبي كونستانتينو كانا قد امضيا وقتا في المنزل أيضا عام 2014 , لينتهي بهم المطاف بعد عدة أشهر مقتولين , حيث قام مارك بقتل زوجته ثم أطلق النار على نفسه .

ختاما ..

شخصيا ليس في جعبتي تفسير مقنع للقصص التي قمت بسردها في هذا المقال , لا أعلم إن كان بإمكان الجن إيذائك وقتلك حقا , لكن ما أعلمه علم اليقين , هو أن الإنسان أكثر شرا من جميع الكائنات , سواء الخفية منها أو المرئية . لا أدري كم هو عدد ضحايا الجن في السنة : عشرة .. مائة .. ألف .. بالنهاية لا يعدون شيئا أمام ملايين البشر الذين يتعرضون للظلم والاغتصاب والقتل على يد أبناء جنسهم كل عام. ويقيني أن الجن في مدارسهم – على اعتبار أن لهم عالمهم الخاص – يقومون بإعطاء دروس خاصة لأطفالهم عن هذا المخلوق الخطير المدعو الإنسان .
معلمة الجن : من هو أكثر المخلوقات شرا وكذبا ونفاقا على هذا الكوكب ؟ .
طلاب الجن بصوت واحد : البشررررر ..
المعلمة : من هو الذي أحرق الغابات الخضراء ودمر الأوزون ولوث الهواء والماء والفضاء ؟.
الطلاب : البشررررر ..
المعلمة : من هو أول من أستعمل القنابل النووية وأقترف الإبادات الجماعية ؟ ..
الطلاب : البشرررررر ..
المعلمة : من هو الذي دفعه طمعه للسرقة والقتل والخيانة ودفعته شهوته لاغتصاب الحيوان وزنا المحارم ؟.
الطلاب : البشرررررر ..
المعلمة : من هو الذي أرسل الله له آلاف الأنبياء والرسل والصالحين والقديسين ومازال على عربدته وولعه بسفك الدماء ؟.
الطلاب : البشرررررر ..
أحد الطلاب يستأذن المعلمة ثم يقف ويقول بحزن : عمي توفى العام الماضي لأن واحدة من نساء البشر صبت ماء ساخن في الحمام ولم تسمي فقتلته .
المعلمة : الله يرحمه يا عزيزي .. ماذا نفعل لقد ابتلانا الله بهذا المخلوق العابث المدعو الإنسان .
طالب آخر صغير يغالب دموعه : أنا أخاف منهم كثيرا يا أستاذة .. البارحة رأيت كابوسا في منامي عن بشري يحاول أن يقيدني بالسحر ويجبرني على فعل أمور سيئة.
المعلمة تربت بيدها بحنان على رأس الطفل : لا تخف يا عزيزي .. الله موجود وهو يحمينا منهم ومن شرورهم .
ثم تلتفت المعلمة لبقية الطلاب تسألهم : ماذا نفعل عندما نرى بشر أو نحتك بهم ؟ ..
الطلاب بصوت واحد قوي : نهرب بأسرع مستطاعنا ونتعوذ بالله منهم .
أنا شخصيا مثل صغار الجن هؤلاء , طوال حياتي تعوذت من شر البشر , وهربت من البشر , لأني أبدا في عمري لم أشهد أذية من شبح أو جني أو عفريت .. كل الأذى والألم والظلم الذي نالني هو من البشر , وأنا على يقين , بأن لدينا من شياطين البشر من لا يضاهيه حتى إبليس في لؤمه وخبثه.
بالنهاية أترك للقارئ الكريم حرية إبداء رأيه في الموضوع : هل تعتقد حقا بأن الجن أو غيره من كائنات العالم الآخر بإمكانهم إيقاع الأذى بالبشر إلى درجة الموت والقتل ؟ .


#

اعلان

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire