يرويها ن.س (34 سنة) - السودان |
الزمان : مساء يوم الاثنين حوالي الساعة 10:00 أو 11:00 ليلاً بين أواخر ديسمبر2001 وبداية يناير من عام 2002 ( لا أذكر تحديدا ) .
المكان : السودان - الخرطوم بحري
كنت في ذلك الوقت أدرس في السنة الرابعة في كلية الهندسة وكنا 3 أصدقاء نسكن سوياً, وكانت عوائلنا تسكن في المملكة العربية السعودية التي نشأنا فيها منذ نعومة اظافرنا حيث هاجر أهلنا منذ سنين ودرسنا كل مراحلنا الإبتدائية والمتوسطة والثانوية فيها عدا المرحلة الجامعية والتي كانت في السودان .
وقبل احداث القصة بشهر سافرنا ثلاثتنا الى السعودية لقضاء عطلة منتصف العام مع عوائلنا حيث كنت اول من رجع إلى السودان إذ أن توقيت الدارسة لدي يبدأ قبل زملائي بحوالي 3 أشهر فهم يدرسون تخصصات اخرى , مما اضطرني للبقاء وحيداً في تلك الايام ، الأمر الذي لا يقلقني كثيراً حيث أنني أقضي معظم أوقاتي في الجامعة ولعب كرة القدم والذهاب مساء لزيارة الاهل والاصدقاء ، واعود عادة إلى المنزل عند حوالي الساعة 10:00 لاقوم بالتجهيز ليوم الغد بترتيب متكرر يومياً حيث اقوم بكي ملابسي ووضعها على الطاولة وبجوارها أضع هاتفي النقال (الموبايل) وأقوم بضبط المنبة على الساعة 6:30 صباحاً كما انني اقوم بوصله في شاحن الكهرباء حيث كانت بطاريات الموبايل خاصتي في تلك الايام تحتاج الى تغيير حيث انها لاتعمل اكثر من ساعتين او ثلاث أو أربع في أحسن الحالات.
في مساء ذلك اليوم عدت في نفس الموعد المعتاد وكنت أحرص على أن استيقظ باكراً لأن المحاضرة الأولى في الجامعة يوم غد هي عن تصميم السدود وهي المادة التي كنت أعشقها كما أنني أحرص على حضورها لأنني كنت أنوي في العام التالي أن يكون مشروع تخرجي في السدود وبنفس الروتين المعتاد قمت بكي الملابس ووضعها في نفس المكان والموبايل بجانبها مع ضبط المنبة وإيصاله بالتيار الكهربائي.
أويت الى سريري ونمت واستيقظت في صباح "اليوم التالي" كالعادة دون أي شي يذكر أو أي إحساس بشي يذكر، - فقط استيقظت مرتبكاً بعض الشيء لأنني لم أسمع جرس المنبة في الموبايل فخفت أن أكون قد تأخرت في الاستيقاظ - وعندما تفقدت هاتفي وجدته مغلقاً - ففتحته فوجدت أنه تبقى 5 دقائق حتى يرن جرس المنبة فاطمأن قلبي - نظرت من حولي فلاحظت أمراً غريباً :
- الغرفة عليها غبار شديد على الاثاث والسرير الذي كنت انام فيه ، فسرت الامر في نفسي انه لابد ان تكون قد أتت عاصفة ترابية ليلاً خاصة وان الشباك مفتوح على الشارع مباشرة وتوجد فيه بعض تسريبات الهواء حتى لو كان مغلقاً كما أن لدي باب يفتح على حديقة صغيرة لا أقوم بإغلاقه عادة - نظرت الى وجهي في المرآة فاستغربت أنني لا يوجد علي أثر غبار الا القليل جداً ( فعزوت الامر إلى انني لدي غطاء استخدمه مع استغرابي لان السرير بالكامل مكتسي بالغبار الا قليلا بسبب حركتي في الاستيقاظ )
- حقيقة لم أعر في وقتها الموضوع اي اهتمام ولم تخطر في بالي اي فكرة تذكر ولا حتى ان افكر في الموضوع على انه اكثر من عاصفة ترابية ليلية. حاولت تنظيف المكان أو ترتيبه ولكنني لاحظت انني تاخرت في الخروج فارتديت ملابسي بعد ان عزمت ان اعود باكراً لانظف ما تبقى من هذه الأتربة وبعد ان اخذت حماماً صباحياً منعشاً خرجت في طريقي الى الجامعة مباشرة .
بعد خروجي من البيت رن جرس الهاتف وتلقيت اتصالاً من شقيقتي والتي تدرس في الجامعة ايضاً ولكن في مدينة أخرى وكانت المحادثة كالتالي :
فقلت " الو اهلا وسهلا اختي " ، ( وبصوت مضطرب غلبت عليه العصبية والغضب قالت لي أختي : " لم جوالك مغلق لاكثر من اسبوعين ! ؟ .. خوفتنا عليك .. لماذا لم تتصل او تفتح جوالك ... وأمي أيضاً تحاول الاتصال بك ." كانت المكالمة عبارة عن توبيخ فرددت عليها بقولي : " استهدي بالله يا شقيقتي أولم أتصل عليك قبل يومين ؟! والآن جعلتي من اليومين أسبوعين ! " ، فقالت أختي : " اي يومين ؟! .. أنا احاول الإتصال على رقمك لمدة تجاوزت الاسبوعين او الثلاثة وهاتفك مغلق " ، فقلت مجيباً : " أولاً أنت تعرفين أن بطارية التلفون متعطلة ولا تعمل أكثر من 3 ساعات ... ثانياً اقسم بالله انني كنت اتحدث معك في التلفون منذ يومين لكن كأنك نسيت " ، قالت : " عموماً الحمد لله اطمئنينا عليك " ، وأنهينا المكالمة على ذلك ، ولم تمر دقيقتين حتى اتصلت والدتي من السعودية والعبرة والدموع واضحة في صوتها ودار الحديث مماثلاً لما دار بيني وبين شقيقتي وانا اصر وأحلف بالله انني كنت احادثها ( بالاشارة الى والدتي هذه المرة ) منذ 3 او 4 ايام وهي تصر على ان الهاتف مغلق منذ اسابيع وعلى ذلك انهينا المكالمة بعد ان عاتبتها على ان ترسل لي هاتف جديد حتى لا يتكرر موقف الهاتف المغلق الذي يزعمون - اقسم لكم بالله مرة اخرى انني وحتى تلك اللحظة لم أفكر في أي شيء سوى أنهم فقط يضخمون القصة فقلب الام والاخت يقلق بسرعة وإن كلمة أسابيع هي مجرد صيغ مبالغة استخدمت للتعبير عن الغضب وتعبر عن الايام القليلة الماضية وعزيت موضوع الهاتف المغلق الى سوء البطارية حيث انهم بتصلون عندما تفرغ.
عندما وصلت الي الجامعة ولسوء الحظ وصلت متاخراً مع نهاية زمن المحاضرة بسبب محاولتي لتنظيف غبار المنزل وبعض زحام المواصلات - إلا أنه عند دخولي الى الجامعة احسست بذلك الاحساس الغريب بأنه وكأنني لمن أدخل هذه المنطقة منذ مدة طويلة - ايضاً لم أعر الموضوع اهتماماً واتجهت إلى القاعة عسى أن أظفر بأحد الاصدقاء لآخذ منه ملخص المحاضرة لأكتبة لدي - وقابلت أحد الاصدقاء ( والذين لمن تكن لدي علاقة قويه بهم ) ومن الذين خرجوا من قاعة المحاضرة فسلمت عليه وسالني : " اين انت ؟ منذ مدة طويلة وانت منقطع عن المحاضرات ؟ توقعت انك سافرت " ، فأجبته بأنني موجود ولم انقطع في أي يوم عن المحاضرات ولكن يبدو أننا لم نتقابل - أيضا لم افكر في اي شي في تلك اللحظة وعزيت الموضوع الى ضعف علاقتي بهذا الشخص فقد يكون لم ينتبه لوجودي .
بعدها وصلت بالفعل بالقرب من القاعة كان اغلب الموجودين يسلمون علي بحرارة وكأنني لم اقابلهم منذ فترة والكل يسأل : " أين انت ولم أنت مختفي في الفترة الاخيرة " ، والبعض يقول لي : " الحمد لله على السلامة ... متى عدت من السفر ؟ " ، في تلك اللحظة اقتربت من احد اصدقائي المقربين فسلم علي بحرارة وسالني عن سبب الاختفاء الغامض واغلاق الهاتف فأجبته: " أنني موجود !! ماذا بكم يا قوم كل يوم أنا معكم في المحاضرات ؟ هل جننتم ؟ " ، أخذ صديقي يضحك إذ أعتقد بأنني أمزح حيث أنني معروف بحب المزاح وعمل المقالب في الغير ، وردد بضحك: " هل جننت ؟! .. أنت في السنوات النهائية... فلا تحاول التغيب بعدها" .
ذهبت إلى إحدى زميلاتي المجتهدات لآخذ منها ملخص المحاضرات - فسلمت علي أيضاً بحرارة وسألتني أيضاً عن سر إختفائي ، فقلت لها : " ما بالكم انا موجود " ، فقالت : " غريبة .. لأنني كثيراً ابحث عنك ... كنت أريد بعض المحاضرات ولكنني لم اجدك " ، قلت لها : " عموماً ...أريد أن آخذ ملخصاتك لأكتب محاضرة اليوم " ، وهنا كانت المفاجئة التي أذهلتني ووقفت مذهولاً بعدها لأعرف ما هذا، فتحت دفتر زميلتي وتفاجأت بأنني قد فاتني 3 محاضرات في هذه المادة - لدينا محاضرة كل اسبوع - وهذه المادة تحديدا لم أفوت منها أي محاضرة ، فقلت في نفسي : "ما هذا ؟ ... كيف هذا ؟ " ، انا نمت يوم الاثنين والذي هو أمس واستيقظت فعلاً واليوم هو الثلاثاء ، كيف أنه فاتني 3 محاضرات ؟! ، هناك فترة مفقودة عددها بالضبط 15 يوماً ! ، اصابني ذهول واستغراب وبدأت استرجع ما حدث منذ صباح اليوم : الغبار ، محادثة شقيقتي، محادثة والدتي وعبارة : " انت مختفي لعدة اسابيع" من كل شخص قابلته في هذا اليوم , انتهاء بالمحاضرات التي قد فوتها، 3 محاضرات تعني أسبوعان.
صدقوني حتى تلك اللحظة لم أعر الموضوع اهتماماً يذكر سوى بضع دقائق من الاستغراب ثم قلت في نفسي لابد أن هناك خطأ ما في القصة وبعدها نسيت الموضوع تماماً ، ومما حيرني وألصق الموضوع في ذاكرتي كل هذه السنين والتي لا تمر فيها اياماً حتى أعاود التفكير فيه هو التالي :
انا شخص اجتماعي احب دائماً أن اتواصل مع الاصدقاء أو أحاول ملأ فراغي بأي شي كلعب كرة القدم او الذهاب الى الاندية او دخول كورسات كمبيوتر وما الى ذلك وفي بعض الاحيان التي لا اجد فيها ما يملأ وقتي أحاول تذكر أشخاص انقطعت عنهم لفترة طويلة حتى اقوم بزياتهم أو أماكن كنت اذهب اليها وانقطعت عنها . في كل عدة ايام وانا في المواصلات ..في طريقي من والى المنزل تمر علي ذكريات الطفولة والايام الجملية والمواقف الطريفة ودائما كانت اتذكر بعض الاشخاص أو الأماكن التي انقطعت عنهم في خلال تلك الذكريات ودائماً ما اقرر الذهاب اليهم او اليها كنوع من التواصل ومن ضمن تلك الذكريات كان هناك صور اماكن وزملاء في شيء اشبه بالتدريب او لا اعلم تحديداً ما هو ، واذكر شخص بعينه كنا نسميه الكوتش ( المدرب ) يرتدي الزي الاسود دائماً وأذكر احتفالاً اسموه بإحتفال التخرج في مكان اشبه بالصالات مع الكثير الكثير من الاضواء الساطعة وكان يطغى على المكان اللون الذهبي والزجاج واذكر انني دخلت ذلك المكان في يوم الاحتفال بزي رياضي ووجدت كل الناس بزي رسمي فرجعت الى مسكني وغيرت ملابسي الى الزي الرسمي .وهو الطقم المعروف ( بنطلون وقميص وجاكت و كارفته ) كل هذه الافكار كانت تمر براسي كذكريات ماضية والغريب في الموضوع انني لم اسال نفسي في احد الايام اين حدثت او متى او من هم الاشخاص والذين لا أذكر اسمائهم ، فقط كانت تمر كذكرى ايام جميلة مرت في فترة ما من فترات حياتي، مرت الايام تلو الايام والشهور واتى يوم طبيعي كسائر الايام وكان في اخر الاسبوع والذي كنت عائدا فيه الى المنزل واسال نفسي اين اقضي وقتي اليوم خصوصاً وان شركائي في السكن كل قرر ان يزور ويقضي نهاية الاسبوع مع أحد اقاربه فبدأت افكر واسال نفسي : هل اذهب لصديقي فلان ، لا هل اذهب إلى اقربائي , لا اريد شيئا اكثر مرحا، فتذكرت ذلك المكان واولئك الصحبة وذلك الشخص المرح طيب القلب والمسمى بالكوتش وقررت الذهاب اليهم, وهنا كانت المفاجأة : انا لا اعرف من هم ، ولا أين هم ولا كيف أو اين التقيت بهم ، في ذلك اليوم كان ذهولي الحقيقي ، وفي ذلك اليوم ربطت كامل القصة التي حدثت مع بعضها ولكني حتى الآن لا اجد لها تفسير، ظللت عدة سنوات أسأل نفسي دون ان اقص هذه القصة على احد ليقيني بأن لا أحد سوف يصدقني ، كنت اسال نفسي كيف لشخص ان ينام 15 يوماً دون تناول الطعام او الماء ؟ كيف لشخص يستيقظ بعد هذه المدة دون الاحساس بالجوع او العطش ؟ كيف لشخص ان يتذكر بوضوح أشخاصاً وأماكن زارها وهو لا يعلم اين هي او من هم ؟
اذكر شخصاً واحدا من بين هؤلاء الاشخاص الذين قابلتهم واعرفه حق المعرفة واذكر انني قابلته في تلك الصالات ذات الاضواء هذا الشخص كان معنا في الجامعة ومن ضمن دفعتنا - اذكره بجلاء كان معي - لكن اقسم بالله العظيم انني احاول الاتصال به والسؤال عنه كل من قابلت من الاشخاص الذين كانو معنا في الجامعة ولكن لم استطيع التوصل اليه رغم مرور كل هذه السنين حتى اصدقائه المقربين لا يعلمون أين هو هذا الشخص - اريد فقط ان أسأله سؤالا واحداً - هل حدث وان نمت لمدة 15 يوماً ؟ هذه قصتي والتي حدثت ولا زالت محفورة في رأسي . وأرجو ممن لديه تفسير أن يساهم به لعله يكشف بعضاً من الغموض.
يرويها ن.س (34 سنة) - السودان
أسئلة وإجابات
- سؤال 1: عندما قارنت التاريخ والوقت بين آخر استيقاظ لك وما بعد استيقاظك هل وجدت أن التاريخ متقدم عن التاريخ الذي تذكره آخر مرة بـ 15 يوماً أم أنك لم تلاحظ فرقاً فعلاً وقتها ؟
جواب : عندما استيقظت من النوم لم ألاحظ التاريخ ولم انتبه لهذا الشئ نهائياً حتى وصلت الى الجامعة ولاحظت تواريخ المحاضرات التي لم احضرها وقمت كذلك بالتاكد من باقي المواد وكانت الكل بالمثل لم اكتب أي محاضرة منذ 15 يوماً ، في تلك اللحظة فقط لاحظت التاريخ.
- سؤال 2: ذكرت أنك كنت تشارك زملاء لك آخرين في الغرفة .. أيعقل أنهم لم يلاحظوا نومك الطويل ؟ فلم يتنبهوا لحالتك أو إسعافك ؟
جواب : هذا ما ذكرته تحديدا ، وقبل احداث القصة بحوالي شهر سافرنا ثلاثتنا الى السعودية لقضاء عطلة منتصف العام مع عائلاتنا وكنت اول من رجع الى السودان حيث توقيت الدارسة لدي يبدأ قبل زملائي بـ 3 أشهر فهم يدرسون تخصصات اخرى.
- سؤال 3: هل تتعاطى أي نوع من الأدوية التي تؤثر على الدماغ أياً كان ؟ هل تناولت صنف من الأعشاب السامة أو البرية (ربما كانت مخلوطة مع أعشاب نافعة ولم تدري) بحيث أصابتك بنوم عميق وطويل جداً !
جواب : الحمد لله لا اتعاطى أي نوع من الادوية أو المخدرات أو المسكرات أو الأعشاب كما وبفضل الله لم أعاني من أي امراض مزمنة ولم يصبني أي مرض سوى الامراض المعتادة كالرشح والزكام ، كما انني لا احبذ تناول اي نوع من الاعشاب بأي شكل من الاشكال طبية او بلدية او غيره.
- سؤال 4: هل ظهرت في جسمك آثار هذا النوم الطويل ؟ شعر الذقن مثلاً طويل أكثر من العادة مثلاً ؟
جواب : نهائياً ، لم تحدث أي من هذه الاشياء، وهذا ما هو يذهل بعض الشي حيث أنني لم أشعر بأي شي غير طبيعي فقط نمت واستيقظت في اليوم التالي كالعادة .
- سؤال 5: هل تعتقد أنك كنت تمارس حياتك كأنسان آخر (شخصية أخرى) فكنت منعزلاً عن الذين تعرفهم طوال15 يوماً . . فربما حدث فقدان في الذاكرة دام 14 يوماً ، وكل ما حصل قد محي من ذاكرتك بعد استيقاظك الأخير ؟
جواب : لقد فكرت كثيراً في هذا الخيار حتى قبل ان اراسلكم ولكن كيف لي أن انقطع عن الناس والجيران والذين سوف يشاهدوني بمجرد خروجي من المنزل على الاقل والأهل والجامعة وهاتفي النقال ومنزلي الذي امتلأ بالاتربة ، وإن فقدت الذاكرة كيف عدت إلى المنزلأاو إلى أين ذهبت أصلاً ؟ ، لا اعتقد ذلك
- سؤال 6: تذكرني حالتك بنوم أهل الكهف . فهل تعتقد أن لديك أمر فريد في حياتك يجعل هذه "المعجزة" تتحقق طوال 15 يوماً معك ؟!
جواب : لايوجد لدي شيء فريد فأنا انسان عادي جداً متفوق في الدراسة، اجتماعي بشكل جيد وحالتي المادية ميسورة .
فرضيات التفسير
بناء على ما رواه صاحب التجربة وما أجابه من أسئلة ، وعلى فرض أن الرواية والإجابات صحيحة ودقيقة، يمكن أن نقول :
هناك حلقة مفقودة في هذا اللغز في الزمن الضائع الذي يعتقد صاحب التجربة أنه قضاه في النوم وهل فعلاً قضاه في النوم ؟ وما هو سر تلك الذكريات الواضحة عن أجواء الإحتفال والكوتش ؟ هل كان صاحب التجربة يعيش شخصية أخرى خلال الزمن المفقود من ذاكرته ؟
هل عاش صاحب التجربة حلماً أو ذكريات مفقودة ؟ وهل يمكن لجلسة تنويم إيحائي أن تكشف عن هذا السر ؟ ممكن .
إذا استبعدنا فرضية الذاكرة المفقودة والحلم أو الذكريات الوهمية فهل كان صاحب التجربة في غيبوبة لسبب ما نجهله فانخفض معدل الإستقلاب في جسمه إلى أدنى مستوياته بحيث لم يشعر بجوع أو عطش طيلة 15 يوماً من النوم الطويل ؟! ، . هذا يذكرنا بحالة السبات الشتوي التي نراها على بعض الحيوانات ! ، ورغم أن ذلك لا يحصل لدى البشر ، لكننا نعلم أنه موجود لدى ثدييات مثل الدببة وكذلك لدى الزواحف.
ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد مصدر موثوق علمياً يحدد أطول فترة نوم لدى البشر العاديين ، إلا أ نها لا تتجاوز 17 ساعة على أكبر تقدير، بينما كانت دامت أطول فترة تنويم مغناطيسي لـ 8 أيام متواصلة وكانت حالة شخص منوم من قبل (بيتر باورز) ويحمل أيضاً رقماً قياسياَ آخر في أسرع محاولة تنويم ، فهل كان صاحب التجربة تحت تأثير التنويم الإيحائي الذاتي أم أن شيئاً ما سبب له هذه الحالة التنويمية ؟
وفي المقابل دامت أطول فترة بدون نوم 14 يوماً ونصف وقد سجلها (راندي غاردينر) في عام 1965 لكن هذا الرقم تحطم بعد تحقيق شخص آخر رقماً قياسياَ جديدأً وهو 18 يوم ، 21 ساعة و40 دقيقة وذلك خلال مسابقة تطوع بها أشخاص يجلسون على الكرسي الهزاز.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire