حكايتي بدأت حين كان عمري وقتها خمس سنوات ، و أمي حامل بأخي الصغير ، كنا نقطن في كوخ مجاور لمقبرة و كانت بعض القبور مجاورة لجدران الكوخ ، و كان بالقرب من كوخنا بضع أشجار ..
في ليلة ممطرة كنا نائمين ليلا أنا و أمي و أبي ، استيقظت أمي على صوت خطوات قرب الكوخ و لما نهضت رأت شخصا شاحب اللون ، بلباس ابيض يجول في المنزل ، اقترب من أمي و حاول خنقها ، كانت تحاول إيقاظي لأنني كنت نائمة بجانبها فلما استيقظت بدأت اصرخ و إذ بذاك الشخص يختفي ، و قد هدّأ من روعنا أبي بقراءة القرآن .
بعد يومين أحضر أبي كلب حراسة ، و بعد مرور أسبوع سمعنا صوتاً غريباً فوق الكوخ و ضربات بحجارة ، و سمعنا الكلب ينبح ، ولما خرج أبي شاهد من بعيد مخلوق أسود يشبه القط بعيون حمراء يفر هاربا بين القبور ..
في اليوم التالي ذهبنا لبيت جدتي و قضينا الليلة هناك تاركين الكلب في الكوخ ، و بعد رجوعنا وجدنا الكلب ميت ، و كان منظره مرعباً إذ كان نصفه خال من اللحم ، فقط عظام وجمجمة مليئة بالدود و النصف السفلي كان سليماً لم يصبه شيء ، ما حيرنا هو أننا غبنا عن البيت اقل من 24 ساعة فكيف تعفن بهذه الطريقة ؟؟
الأحداث لم تتوقف هنا ، فلما كنا نوضب أغراضنا للرحيل و كانت جدتي معنا ، رأيت أنا و هي من النافدة فتاة شابة فائقة الجمال بفستان احمر تقف على الشجرة المقابلة للنافذة ، ما زالت صورها تراودني حتى الآن و تحمل مرآة في يدها ، كانت تنظر إلينا نظرة باردة و لما نادينا على أبي وجدنا الشجرة خالية !!
في مساء ذات اليوم كنا ننتظر خالي ليأتي و يصطحبنا إلى منزل جديد ، وفجأة سمعنا الباب يُطرق ، خرج أبي و إذا بسيدة ذات رداء اسود تقف على الباب ، ما أخافني منها هو طول أظافرها و كانت تسأل إن كنا نحتاج لأي مساعدة ، و بعد مغادرتنا من ذاك الكوخ كنت انظر من الزجاج الخلفي لسيارة خالي إلى الكوخ فأبصرت تلك السيدة وهي تلوح لي من خلف الكوخ وكانت تبتسم فالتفتت و أغمضت عينيّ و أجبرت نفسي على النسيان لكني لم أنسى ..
و هذه كانت حكاية واقعية لعائلتي مع هذه الأرواح والتي يمنعونني من سردها على أخي الصغير ..
تاريخ النشر : 2016-03-22
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire