كان جدي شخصاً عادياً لا يتميز عن باقي أفراد قريته إلا بحبه للصلاة ، كان يصلي كثيراً وكان معروفاً بنشاطه ؛ فهو الوحيد الذي يستيقظ قبل الجميع و هل تتخيلون أنه كان يخرج إلى حقل في الثالثة صباحاً و كان يفعل هدا كل يوم ، يحمل منجله ويمضي للعمل .
في احد الأيام بينما هو متجه نحو الحقل سمع صوت طفل يبكي ، أمسك سكينه وتتبع الصوت إلى أن وصل إلى الوادي - اقصد مصدر الصوت – و هنا الأعجوبة .. لقد شاهد ابن صديقه معلقاً في الهواء و طاقة خفية تغمس رأسه بالماء ، ثم تخرجه و لما يتوقف الطفل عن البكاء يعيدوه إلى الوادي كتسلية ، اقترب جدي من الطفل و وضع السكين على رقبته ، فإذا بالطفل بين ذراعيه ..
منذ تلك الحادثة صارت الجن تتبع جدي و تتحدث إليه كأنه صديقها .. وقالت لنا أمي أنهم أحيانا يسمعون نداءات لجدي ولما يخرجون لا يجدون أحدا ، إلى أن أخبرهم جدي بأن لا يردوا عليهم ؛ لأن بهذا الأمر خطر ، وكانت تقول كذلك أنها كانت ترى جدي يتكلم وحده كثيرا ، و في غالب الأحيان كان يتشاجر و يخاصم و هي لم تكن ترى أحدا ، و لما تسأله يقول لها لا شيء .
جدي كان يعرف أشياء تخفى عن الآخرين ، تقول أمي أن الجن كانت تخبره بكل الأمور ، و أتى يوم قطع جدي فيه صلته بالجن ، أتعلمون لماذا ؟؟ لأنهم طلبوا منه أن يكون ملكاً عليهم في عالمهم .. أقسم أني لا أكذب رغم أن الفكرة تبدو ضربا من الخيال ..
أجل أعزائي هده الحقيقة ، لقد ألحّت الجن على جدي مرافقتهم لعالمهم و الزواج هناك ، إلا أن جدي رفض ، فكما قلت جدي كان إنسانا مصليا وهذا ما حيرني أنا ، كيف للجن أن تتقرب من إنسان مؤمن بغض النظر ما إن كانت مسلمة أم لا ؟؟؟؟ منذ هده الحادثة لم يروا جدي يتكلم وحده إلى أن توفي ، تقول أمي أن الجن ملّت سكوته وتهميشه لهم ، و الله اعلم ، حقا جدي كان قليل الكلام لكن لم يكن تفسير أمي مقنعا هل حقا الجن تمل ؟؟ الله اعلم .. هذه قصتي و أعيد .. أقسم أن القصة حقيقية وجدي بطلها .
ملاحظة : ذاك الطفل الذي حرره جدي مازال حيا ، و ربما لو ترونه ستقولون أنه من الجن لأن يداه طويلتان و حتى شكله و صوته مخيفان ، جدي كان يقول أن الجن تخاف من السكاكين كثيرا ..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire